هذا الكيان الوحشي المسمى إسرائيل ليس له حق في الوجود! بقلم الزعيم فمي فاني كايودي

"هَا أَنَا أَجْعَلُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ قَدَمَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي قَدْ أَحْبَبْتُكَ. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ." - رؤيا 3:9.

لا يمكن أن يكون هناك شك في أن النص المقدس أعلاه يشير إلى الصهاينة واليهود المزيفين الذين يشكلون حالياً دولة إسرائيل.

 والأسوأ من ذلك، في يوحنا 8:44 أشار يسوع فعلاً إلى هؤلاء اليهود المزيفين بأنهم "أبناء الشيطان".

يقول سفر الرؤيا إنهم من "مجمع الشيطان" وأنهم "يدعون أنهم يهود ولكنهم ليسوا كذلك".

 سفر إرميا 23:3-8 يؤكد النقطة بإخبارنا أنه عندما يعود يسوع بنفسه سيجمع الإسرائيليين الحقيقيين ويعيدهم إلى إسرائيل.

رغم ما يعتقده الناس، فإن هذا الحدث العظيم لم يحدث بعد، وإقامة دولة إسرائيل في عام 1948 لم يكن هو الحدث الذي أقره أو تخيله الله والكتاب المقدس.

 هذا يثير التساؤل، إذا كانت إسرائيل اليوم ليست تلك التي تنبأ بها الكتاب المقدس، فمن هي ولصالح من تم إنشاؤها، لله أم للشيطان؟

من هو وما هو هذا الكيان المتغطرس، الفارغ، المدمر، الذي يرفع بفخر نجمة داود وجلب الكثير من الخراب للعالم؟

 من هو وما هو هذا الكيان الغريب، المتعجرف، العدواني، والمتحامل الذي يدعي زوراً أنه بعث إلهي للأرض الموعودة ولكنه بدلاً من ذلك عذاب لجيرانه وندبة قبيحة على العالم؟

هذه أسئلة ليوم آخر، لكن ما يمكن قوله الآن ولا يكاد يُنكر هو التالي.

 في ضوء قوانينه العنصرية وتصرفاته والمجازر والرعب الكبير الذي فرضه على النساء والأطفال الأبرياء في غزة والضفة الغربية ولبنان خلال العام الماضي، وبالنظر إلى الجرائم البشعة التي تعرض لها الفلسطينيون خلال الـ76 عامًا الماضية، يمكن وصف إسرائيل اليوم بأنها دولة إثنية متعصبة، فاشية، تعتمد على الفصل العنصري وليس لها حق في الوجود.

 إنها أيضاً معقل للتعصب الديني والتطرف ومخزن بشع ومثير للاشمئزاز لأخطر وأشد أنواع الدعاية الصهيونية والتبشير اليهودي.

 إنها كيان شرير وإبادي يهدف إلى القضاء على كل رجل وامرأة وطفل عربي في الخليج العربي وجميع الدول والأراضي الموجودة بين مصر وإيران واحتلال أراضيهم بالقوة.

 إذا كانت ألمانيا النازية قد فقدت حقها في الوجود نتيجة للمحرقة التي ارتكبت ضد اليهود قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، فلماذا لا تفقد إسرائيل نفس الحق لقيامها بنفس الشيء مع الفلسطينيين بعد 80 عامًا؟

لأولئك الذين يشككون في حقيقة أن نظام الفصل العنصري لا يزال قائماً في إسرائيل، أدعوهم للنظر في كلمات غدعون ليفي، الصحفي الإسرائيلي المعروف والمحترم، الذي قال ما يلي في اتحاد أكسفورد قبل بضع سنوات.

"أنا إسرائيلي. ولدت في إسرائيل. أنا حتى أُعتبر وطنياً إسرائيلياً. أهتم بإسرائيل. أنتمي إلى إسرائيل وأنا مرتبط بها. لا تتحدثوا عن التماثل لأنه لا يوجد تماثل. سأقترح حتى أنه لا يوجد صراع. هل كان هناك صراع فرنسي-جزائري؟ كان هناك احتلال فرنسي وحشي في الجزائر انتهى في النهاية. لا يوجد صراع إسرائيلي-فلسطيني. هناك احتلال إسرائيلي وحشي يجب أن ينتهي بطريقة أو بأخرى. في ساحتنا الخلفية المظلمة يوجد نظام اليوم يُعتبر بلا شك واحداً من أكثر الأنظمة القاسية والطغيان على وجه الأرض. ليس أقل من ذلك. أعرف ما أقول لأنني غطيته لمدة 40 عامًا ولا يمكن تعريف هذا النظام إلا على أنه فصل عنصري. يعيش شعبان على قطعة أرض واحدة ولشعب واحد كل الحقوق في العالم وأنا أتحدث هنا فقط عن الأراضي المحتلة. شعبان يشتركان في قطعة الأرض هناك. لشعب واحد كل الحقوق في العالم، والشعب الآخر ليس له أي حقوق على الإطلاق. يبدو كالفصل العنصري، يتحدث كالفصل العنصري، وهو فصل عنصري. لا أحد يمكنه إنكاره: لا أحد ممن كانوا هناك ولا أحد ممن يتحلى بالعدل الكافي للنظر. اذهبوا إلى غور الأردن، انظروا إلى الازدهار في المستوطنات ثم اذهبوا وشاهدوا الفلسطينيين الذين يعيشون هناك بلا كهرباء، بلا ماء، بلا أي حقوق ثم أخبروني إذا كان هذا فصلاً عنصريًا أم قد تخترعون له عنوانًا آخر. عندما أسرق سيارتك لست في وضع يسمح لي بفرض شروط عند إعادتها. أولاً وقبل كل شيء، أعد السيارة والطريقة الوحيدة لإعادتها هي بإعطاء حقوق متساوية للفلسطينيين".

إذا كان لا يزال هناك رجال صالحون ومخافون الله في إسرائيل، فإن غدعون ليفي، الذي يشارك بانتظام في النقاش حول الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني على شبكات سي إن إن، بي بي سي، والجزيرة، هو واحد منهم. يتطلب الأمر شجاعة للسباحة عكس التيار والتحدث بالحقيقة في وجه السلطة عندما تكون يهوديًا وتعيش في تل أبيب. كل التقدير له.

هنا الترجمة فقرة بفقرة:

يتحدث الكثيرون عن الأحداث المرعبة والمرهبة التي وقعت في السابع من أكتوبر عندما وجّهت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الفلسطينية المعروفة بحماس، ضربة انتقامية مدمرة ضد مضطهديهم، حيث قتلوا أكثر من 1000 يهودي، بمن فيهم نساء وأطفال، واختطفوا أكثر من 200 آخرين، ومع ذلك يتناسون بشكل ملائم أن إسرائيل كانت هي من بدأت الضرب في عام 1948 من خلال قتل أكثر من 700,000 فلسطيني بريء وأعزل، بمن فيهم النساء والأطفال، وتشريد أكثر من مليون شخص والاستيلاء على منازلهم خلال النكبة الشهيرة!

والأسوأ من ذلك، منذ ذلك الحين وعلى مدار 76 عامًا مضت، قُتل مئات الآلاف من الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية على يد قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين المسلحين المتطرفين اليمينيين. تم احتجاز عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين بشكل غير قانوني في السجون الإسرائيلية، بينما تحولت غزة، وهي شريط ضيق من الأرض يضم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني محاصر بين إسرائيل والبحر، إلى أكبر وأشد معسكر اعتقال في العالم بعد أوشفيتز من قبل الصهاينة!

وكأن ذلك لم يكن كافياً من الرعب، فلنتأمل حقيقة أن أكثر من 60,000 مدني، معظمهم ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال، قد قتلوا في غزة على يد قوات الدفاع الإسرائيلية خلال العام الماضي وحده!

تم إلقاء 85,000 طن من المتفجرات على غزة من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية خلال نفس الفترة وتم تفجير وتسوية 75٪ من المباني والبنية التحتية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير جميع الجامعات و95٪ من المدارس، بالإضافة إلى جميع المستشفيات الثلاثة عشر ما عدا واحدة فقط. ببساطة، لم يتبقَ شيء من غزة!

لم يتم استثناء النساء والأطفال والرضع والطلاب وعمال الإغاثة واللاجئين والممرضات والأطباء والمعلمين والأساتذة ومسؤولي الأمم المتحدة والمستشفيات وحرم الجامعات والكنائس والمساجد ومخيمات اللاجئين وجميع الهياكل الأخرى وأي كائن حي في القطاع.

قبل أيام قليلة، أفادت سي إن إن بما يلي:

"وفقًا للجنة حماية الصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، قُتل ما لا يقل عن 128 صحفيًا منذ بداية الحرب، وكان معظمهم من العاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية في غزة الذين قتلوا نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية. وقد قُتل بعض الصحفيين أثناء ارتداء معدات واقية تحددهم كأعضاء في الصحافة. وقد اتهمت عدة مؤسسات إخبارية وجماعات حرية الصحافة الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف الصحفيين."

كان من المتوقع أن تؤدي مذبحة زملائهم على نطاق واسع، إن لم يكن شيء آخر، إلى تحفيز وكالات الإعلام الغربية على الإبلاغ عن الأحداث في غزة والآن في لبنان بطريقة أكثر واقعية وتوازناً وموضوعية، لكنهم رفضوا فعل ذلك واستمروا في التغطية على جرائم الحرب الفظيعة وجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها إسرائيل بمثل هذا الإفلات من العقاب.

أولئك الذين يشيدون بأفعال الصهاينة الوحشية وغير الإنسانية والقاسية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران ينسون أنه بعد أن ينتهي الصهاينة من قتل كل من في الشرق الأوسط وإقامة "إسرائيل الكبرى" على حساب الأرواح العربية والمسلمة والمسيحية، فإنهم سيسعون إلى إخضاع وتدمير وفرض إرادتهم على بقية الجنوب العالمي.

هذا تحدٍ يجب أن نستعد له، والآن هو الوقت لبناء التحالفات العالمية والعسكرية والإقليمية اللازمة لمقاومته وإحباطه متى جاء.

ومع ذلك، فإن إقامة "إسرائيل الكبرى" ليست كافية للصهاينة: ما يسعون إليه حقًا هو الاستسلام الكامل والسيطرة الكاملة على العالم بأسره، والقضاء على جميع الأديان العظيمة بما في ذلك الإسلام والمسيحية وتنصيب اليهودية العالمية.

بالنسبة لهم، هذا السعي يصل إلى حد الهوس. إنه هدفهم النهائي والطويل الأمد، وأولئك الذين يشككون في ذلك يجب عليهم قراءة التلمود والتوراة.

يجب عليهم أيضًا قراءة عمل أدبي رئيسي يعرف باسم بروتوكولات حكماء صهيون، والذي، خلافًا للكذبة التي كان يروجها العديد من المؤرخين اليهود والغربيين لإخفاء ما هو بوضوح نية شريرة، لم يكن وثيقة مزيفة.

بعيداً عن ذلك، فإن الفظائع التي

 لا يمكن وصفها والتي ارتكبته الدولة الصهيونية المارقة خلال العام الماضي تؤكد الادعاء بأن أعظم خطأ ارتكبه العالم كان السماح بإعادة تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.

ما كان في الأساس عملاً من أعمال الإحسان واللطف نابعاً من الشفقة والشعور بالذنب من قبل القوى المتحالفة بعد الحرب العالمية الثانية قد يكون اليوم الشرارة التي تؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة، وقد تتسبب في الدمار الكامل للبشرية.

هذا بالفعل غذاء للفكر.

في المستقبل، بدأ الكثيرون في التشكيك في حق إسرائيل في الوجود فضلاً عن الدفاع عن نفسها.

هل للمغتصب الغريب، المحتل لأراضي الآخرين، والمطهر العرقي والهيمنة القاتلة الحق في الاستمرار في سرقة، وإخضاع، وقمع، وذبح ملاك الأرض الأصليين؟

هل يمنح لون البشرة البيضاء والأصول الأوروبية لليهود الأشكناز الحق في إلحاق الأذى بالفلسطينيين، والعرب، والشرق الأوسط بأسره؟

هل اليهود حقاً عرق متفوق فوق جميع الآخرين، وفوق القانون الدولي ولا يمكن أن يرتكبوا أي خطأ؟

ألم يكن الرئيس إيمانويل ماكرون من فرنسا محقاً عندما قال إن على الغرب أن يتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر الفتاكة؟

أليس الوقت قد حان للولايات المتحدة الأمريكية، التي تتواطأ بشكل واضح في إبادة إسرائيل، لاستعادة سيادتها واستقلالها عن أيباك، ودولة إسرائيل، واللوبي اليهودي في بلدها؟

أليس الوقت قد حان لهم لمراجعة سياستهم المؤيدة لإسرائيل بشكل متطرف والانضمام إلى بقية العالم المتحضر؟

هذه أسئلة مهمة يجب الإجابة عليها في أقرب وقت ممكن.

وهذا بالأخص بالنظر إلى أن 80% من الإسرائيليين رفضوا فكرة حل الدولتين ويعتقدون أن الفلسطينيين كائنات غير بشرية تستحق أن تستمر في العيش في القهر والعبودية.

في حال كانت لدينا أي شكوك حول مدى فساد وانحراف وانفصال معظم الأمريكيين عن الواقع عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يجب أن نفكر في كلمات الحاكم تيم والتز، الذي هو زميل نائب الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

خلال المناظرة مع السيناتور ج. د. فانس الأسبوع الماضي، قال:

"توسيع إسرائيل هو ضرورة مطلقة للولايات المتحدة".

بينما يدعو العالم المتحضر إلى ضبط النفس، ووقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية، وحل سلمي للأزمة، يدعو العديد في أمريكا إلى توسيع حدود إسرائيل وإقامة حلم نتنياهو بـ"إسرائيل الكبرى"! وهذا بالكاد يكون الطريق إلى الأمام.

أولئك الذين لا يزالون يشككون في السعي الصهيوني لإسرائيل الكبرى سيحسنون النظر في كلمات بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، الذي قال الآتي:

"أعلن بصراحة أننا نريد دولة يهودية تشمل الأردن، السعودية، مصر، العراق، سوريا، ولبنان".

كما يجب أن يفكروا في كلمات وزير التراث الإسرائيلي أميتشاي إلياهو الذي اقترح إلقاء قنبلة نووية على غزة وأن يتم ترحيل القلة من الفلسطينيين الذين قد ينجون إلى صحراء سيناء!

مرة أخرى، يجب عليهم أن يتأملوا في كلمات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي تمت إدانته من قبل المحاكم الإسرائيلية بتهم تتعلق بالإرهاب في عدة مناسبات والذي قال:

"حقي، وحق زوجتي، وأطفالي، في التجول في طرقات يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) أهم من حق العرب في التنقل. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع. حقي في الحياة يأتي قبل حقهم في الحركة".

في مناسبات أخرى، قال بن غفير أشياء أكثر شناعة، مثل الدعوة لاقتحام وتدمير المسجد الأقصى في القدس، الذي يُعتبر ثاني أقدس وأشهر مسجد في الإسلام، من أجل تمهيد الطريق لبناء معبد يهودي في نفس الموقع، كما دعا إلى الإعدام الفوري لجميع الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لإفساح المجال لآخرين!

عن غزة قال الآتي:

"لا يمكننا الانسحاب من قطاع غزة. ليس فقط لا أستبعد الاستيطان اليهودي هناك، بل أعتقد أيضاً أنه أمر مهم. الحرب تمثل فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة. في رأيي، هذه السياسة هي الحل الصحيح، العادل، الأخلاقي، والإنساني".

وتابع قائلاً إنه من بين 2.5 مليون فلسطيني يعيشون في غزة، ينبغي ترحيل 25,000 منهم إلى 100 دولة مختلفة حول العالم، وأي من تبقى يجب أن يُلقى بهم في البحر!

يتساءل المرء عن نوع هذا المخلوق القاسي القلب.

أخيراً، ينبغي على المشككين والمعارضين التفكير أيضاً في حقيقة أن القناصة العسكريين الإسرائيليين يستهدفون الأطفال والرضع الفلسطينيين في غزة بشكل علني ومستمر، ويجب أن ينظروا في كلمات ميراف بن آري، عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، التي قالت "أطفال غزة جلبوا هذا على أنفسهم" وأكدت أنهم "يستحقون ما يحدث لهم".

يمكنني أن أعدد أمثلة كثيرة على الكلمات والمواقف العشوائية والقاسية للقادة الصهاينة التي توضح بوضوح رغبتهم في القضاء على الفلسطينيين وليس فقط على الفلسطينيين بل على جميع العرب لتمهيد الطريق لإسرائيل الكبرى، لكن للأغراض التعليمية، الأمثلة القليلة التي استشهدت بها ستكون كافية.

لا حاجة للقول، بالنظر إلى عقلية الجماعة، ليس لدي أدنى شك في أن أوليفر ستون، المخرج الأمريكي العظيم، كان على حق تماماً عندما قال إنه بعد لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناسبة واحدة، توصل إلى استنتاج مفاده أنه كان مجنوناً تماماً وكلياً.

لدي شكوك قليلة بأنه يمكننا الوصول بأمان إلى نفس النتيجة عندما نأخذ بعين الاعتبار العقلية النفسية والعقلية لسموتريتش، بن غفير، إلياهو، بن آري، وعملياً كل عضو آخر في حكومة نتنياهو والقادة العسكريين البارزين.

هم جميعًا مهووسون بالدماء، وعطشى للدماء، ومضطربون نفسيًا إلى حد الجنون، ويستحقون أن يتم إيداعهم في مؤسسة للأمراض العقلية!

في هذه المرحلة، اسمحوا لي أن أعبر عن استيائي الشديد والكامل للطريقة التي تعاملت بها إسرائيل خلال السنة الماضية. وأعلن بشجاعة أن أمة من مطهري الأعراق، وقتلة الأطفال، والمجانين المتعطشين للإبادة الجماعية لا يمكن أن تحقق النصر في أي صراع.

إنه فقط مسألة وقت قبل أن يُجبروا على الركوع.

في هذا الصدد، فإن كلمات مراسل بي بي سي الذي كان يراسل من تل أبيب قبل بضعة أيام تعد توجيهية. قال:

"لا أحد هنا لديه أمل في المستقبل. العديد من المحترفين يغادرون إسرائيل، والعديد من السكان يُفلسون. الحرب تتسع كل يوم، واستمرارها يزيد من يأس الإسرائيليين يومًا بعد يوم."

كذلك، فإن كلمات المعلقين السياسيين البارزين ووسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها تعد ذات أهمية، حيث يبدو أنهم رأوا الكتابة على الجدار ويعيشون في رعب من المستقبل وعواقب الطريق الدامي الذي اختاره رئيس وزرائهم. 

ثلاثة أمثلة ستكون كافية.

قبل بضعة أيام، قال شير هيڤير، وهو اقتصادي سياسي بارز نشأ في إسرائيل، التالي:

"إبادة إسرائيل في غزة تهدد أيضًا ب

"إبادة إسرائيل في غزة تهدد أيضًا بقاءها. أي نظام يرتكب إبادة جماعية يرتكب أيضًا انتحارًا. لا عودة من هذا، وهذا ما يراه الإسرائيليون بأنفسهم".

إن بصيرته تستحق الثناء وتفوق كل شيء.

من جانبها، كتبت صحيفة هآرتس، وهي واحدة من أكثر الصحف تأثيرًا في إسرائيل، في افتتاحيتها ما يلي:

"قاد نتنياهو إسرائيل إلى أسوأ عام وأسوأ حرب في تاريخها. ولم ينتهِ الأمر بعد. لن يحكم التاريخ على بنيامين نتنياهو باعتباره محاربًا صليبيًا يقود الغرب في حرب مقدسة ضد الإسلاموفاشية، كما يراه هو. بل سيُنظر إليه كسياسي غير كفء قاد إسرائيل بعمى إلى السابع من أكتوبر وجميع الكوارث التي تلت".

أخيرًا، في مقال بعنوان "إسرائيل تأخذ أنفاسها الأخيرة" كتبه قبل بضعة أيام لأري شافيت، كاتب زعموي معروف في هآرتس، كتب المؤلف ما يلي:

"يبدو أننا قد تجاوزنا نقطة اللاعودة، وربما لم تعد إسرائيل قادرة على إنهاء الاحتلال، أو وقف الاستعمار، أو تحقيق السلام. يبدو أنه لم يعد من الممكن إصلاح الصهيونية، أو إنقاذ الديمقراطية، أو توحيد الشعب في هذا البلد".

وأضاف:

"لم يعد هناك معنى للعيش في هذا البلد. لم يعد هناك معنى للكتابة في هآرتس. لم يعد هناك معنى لقراءة هآرتس. يجب أن نفعل ما اقترحه روجيل ألفر قبل عامين، وهو مغادرة البلاد. إذا لم تعد الإسرائيلية واليهودية أجزاء حيوية من الهوية، وإذا كان كل مواطن إسرائيلي يحمل جواز سفر أجنبي ليس فقط من الناحية التقنية بل نفسيًا أيضًا، فقد انتهى الأمر. حان الوقت لوداع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس".

وأضاف أيضًا:

"يجب أن نبتعد ونراقب غرق الدولة اليهودية الديمقراطية. ربما لم تُحل المسألة بعد. ربما لم نتجاوز نقطة اللاعودة بعد. ربما لا يزال هناك فرصة لإنهاء الاحتلال، ووقف الاستعمار، وإصلاح الصهيونية، وإنقاذ الديمقراطية، وتقسيم الأرض".

واختتم بالقول:

"يبدو أننا نتعامل مع واحدة من أصعب الشعوب في التاريخ، والحل الوحيد هو منحهم حقوقهم وإنهاء الاحتلال".

شير هيڤير، وهيئة تحرير هآرتس، وأري شافيد يعكسون تفكير ويشاركون مخاوف الملايين في إسرائيل اليوم وقد قالوا كل شيء.

مع هذه المشاعر التي يتم التعبير عنها في دولة الفصل العنصري، قد يكون هناك أمل بعد كل شيء، وقد يتمكن الظلام الذي يمثله بنيامين نتنياهو من إزالته من السلطة من الداخل.

دعونا نأمل أن يكون هذا هو الحال، لأن البديل يشكل خطورة كبيرة على دولة إسرائيل، وقد يؤدي إلى محوها من على وجه الأرض.

الحقيقة هي أنه إذا كان هناك أي شخص يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، فإنه ليس حماس أو حزب الله أو الحوثيون أو العرب أو إيران أو الفلسطينيون، بل هو بنيامين نتنياهو ووزراؤه المتوهمون والمهووسون اليمينيون المتطرفون الذين يسعون بشغف لإثارة حرب إقليمية لا يمكن لأمتهم أن تبقى فيها، ناهيك عن الانتصار.

اسمحوا لي أن أختتم بما يلي:

جورجيوس ميترياليس، صحفي يوناني، عضو مؤسس للجنة اليونانية ضد الديون، وعضو في شبكة CADTM كتب ما يلي في مقال بعنوان "عندما يجعلنا شركاء إسرائيل نتعود على عالم وحشي بلا قلب وغير إنساني".

قال:

"قبل نحو عام كتبنا أن أحد أهداف نتنياهو واتباعه كان تعويدنا على عالم يشبه الغابة بشكل متزايد حيث لا يسود إلا قانون الأقوى، وحيث تُسمح أسوأ الفظائع ضد الأضعف! اليوم، بعد اثني عشر شهرًا من الفظائع والجرائم التي تفوق في كثير من الأحيان الخيال، يمكننا القول إن الدولة الصهيونية تعودنا على شيء أكثر خطورة: الفساد، السادية الجماعية، والعنف غير المقيّد ضد المدنيين، الذي يتم التسامح معه، والاعتراف به وحتى قبوله كسلوك "طبيعي" من قبل أولئك الذين في الأعلى! هذا لا يفسد فقط أولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم التي لا توصف، بل أيضًا جميع الذين يتسامحون معها ويشجعونها، متظاهرين بعدم الرؤية!"

جورجيوس تحدث بالحقيقة المريرة: لقد فقد العالم حقًا تعاطفه وإنسانيته.

ليحمينا الله جميعًا.

فيمي فاني كايودي هو وزير الطيران الأسبق ووزير الثقافة الأسبق في جمهورية نيجيريا الفيدرالية